||~ صفحتي الرسمية .. أنس الدويك ~||

||~  صفحتي الرسمية .. أنس الدويك ~||

|~| فــي مــديــنــتــنــنــا

في مدينتنا ..
يُقال الشّعْرُ لا يُفهَم ،
يموتُ الموتُ لا يُدفَنْ ،
تدنّسُ الأعراضُ .. لا تحزن !! ،

{ 1 }

في مدينتنا ..
تُمارسُ حرفةُ الإسقاطِ علناً ..
تحتَ أستار البراءةْ ،
تعيشُ باريسٌ على أرض النخيل ،
تطوفُ شوارعً الحيّ المقدّس بالمعرّة ..
في وضح الوضوحْ ..
وتسألني أعلمّها السجايا في سقطِ المتاعْ ،
صبيّةٌ في الأربعينْ ،
عاشتْ طُفولتها الطويلةَ تحت أشجار الزمالة
في المسيرةِ .. يوم كانتْ نصفَ عهرٍ في الربيع ..
وثلث عهرٍ في الشتاءْ .. !! ،

مدينتنا تخرّجُ الأفواجَ جهلاً ..
يكتسي حلل الوضاعةِ والدياثةِ والترمّلِ في الصّغرْ ،
حيث الشّرفْ ..
منازلٌ .. تقارب السبعين باعاً من تعرّي ..
كلها قدسيّةٌ ومنيعةٌ في حضرة الفقهاءْ ..
فلا أنتَ تنكِرها .. ولا أنتم .. ولا كلّ المدينةْ ،
وماذا عن حساباتِ التشبُّثِ بالحدودْ ..
زهاءَ يومٍ بعدَ تمزيقِ الحجابْ ،
مدينتنا تقاربُ التسعينَ حيّاً من طهارةْ ،
وفتاتنا ان أنهكتْ عُذْريْتُها في التسْعِ قذفاً ..
وأصابها العقمُ بغياً في الثمانينَ الأخيرةْ ..
فهناكَ حيٌّ لا يزال ..
أهلهُ طربون رفقاً ،
كلّهُمْ رحماءْ ،
هناكَ تشتعلينَ شرفاً ..
بعد ولادةِ الطّفلِ المقدّسْ !! ،

في مدينتنا .. فتىً ،
مارسَ البغيَ دهراً في المغيبْ ،
وفي الصباحْ .. تمرُّ شريفةٌ نزلتْ شوارعنا حديثاً للتجارةْ ،
تمرُّ على أحداقِه بعيونها ،
تراودُهُ .. فيستعصمْ !! ،
ككلّ أرجاءِ المدينةْ ..
زوجةٌ من بيتِ أشرافِ الطريقةْ ..
تجاهدُ زوجها تركَ القوامةِ عرمشاً فوقَ أحبال الغسيلْ ..
فتدبّها الريح في وادي العناكبْ ،
حيثُ تحرسُها الضباعُ ..
 وكلُّ كلبٍ في المكاتبِ والمراكزِ والشوارعْ !! ،
في مدينتنا فتاةٌ ،
تعاني عقدةً في جنسِها ،
أشربتْ خمر التبرّج والسفورْ ،
فلا تعيشُ كريمةْ ..
إستنقعَتْ ماءَ الوساخةْ ..
فلا عجباً تموتُ سباحةً في كلّ ماءٍ طاهرٍ ،
وهواً نقيّ ..

في مدينتنا إناثْ ،
تأتي على كتبِ الثقافةْ ..
تدرسُ " القطّية الصغرى " ..
تعريفها ، تفصيلها ، أسلوبُها في العيْشْ ،
فترى اللعابَ يسيلُ منها ..
حينما ترمي النقودَ على الأكفّ فتكتسي لمعانَها ..
أو تزيدُ وقاحةً معَها ..
وحينَ لا ترمي ،
ترميكَ بالأنيابِ عضّاً .. بالمخالِبِ تجرحُكْ ،
أو لا تراها .. !! ،

يا أهل ديني .. مزّقوا "القطّيةَ الكبرى" .. !! ،

{ 2 }

في مدينتنا ..
يباشرُ الأطفالُ أدوار الرجولةِ في السنينِ السّبْعْ ،
حينَ يقتلدونَ أسلوب التحاورِ في اللّعبْ ،
فلا ترى منهم الّا الصداقة والوئامْ ،
كأن الصدق بيعتهم اذا باعوا ،
وبعضُ الشّغبِ لا يذكر ْ ،
ترمِقهم لذاك العقلْ ،
ويكبرونَ وذاتُ العقلِ يحواهمْ ،
ويمشي الدهرُ للأعلى ،
فيا عجباً تشاهدُ والداً يبكي .. أغيثوني ،
ألا ضاعوا ،
وذاك الجد يستنجد ،
هلمّ الحيُّ هل يأتي ،
فيرجعُ عقل أحفادي اذا بلغوا.. !!
مدينتنا ..
يعيشُ شبابها دور الطفولةِ في الكبرْ ،
حينَ يقتلدون اسلوب الكذب ،
كأنهم ندموا على هدرِ الطفولة باكراً ،
فغدوا رضيعا في التصرّف والتحزّبِ والكلامْ ،
في مدينتنا الرّضاعةُ للشباب وظيفة الاباء ،
أحسن وعيدك يا أباه قبيل موتكْ ،
يا كلّ أمٍّ في المدينة ،
حولينِ لا يكفي ،
عشرونَ حولاً للنضوج ولا مساسْ .. !! ،
في مدينتنا دجاجةْ ،
الريشُ يكسي عينها اليمنى ،
عينها اليسرى رمادْ ،
ولا تبيض ..
فأي شيئٍ تفعلهُ ،
ولمَ الصياحُ على الديوكْ .. !! ،
أصابها طبع المدينة لعنةً في نقرها ،
وغدت تصيح كما النساء ،
" أوان تفسّحي قد جاء " .. ،
من أيّ منحى يا ترى تنوي التفسّحَ والتمتّعَ بالطبيعة ؟ ،
انه منحى فتيّةُ حيّنا ،
تطلبُ العلمَ غنجاً في الصّباح وفي المساء !! ،
يا أهل أحياءِ المدينة ،
خارج القنِّ في الباحات دجاجةٌ نزلت تخمُّ على الحدائق ،
توسّخُ الأزهار بالريش المُمَلّس ،
لا تألفوا شمَّ الدَّنسْ ..
مدينتنا ..
تعاقبُ بعضها بذنوبها ،
فالحرُّ عبدٌ في القرار لسادِنه ،
اسرج فتيل الزيتِ في طقس العفائف ،
لترى سرب الغمام ..
اصابته الرياحُ وخبئتهُ بمقصله ،
الحرُّ في بلدي وضيع القومُ ان جاروا وان عدلوا ،
وان ساروا خلال النوم أزعجهم اذا سكِروا ،
ونلعنُ بعضنا بعضاً لما صنعتْ مدِينتنا ،
ونحنُ اللعنُ والعارُ ..
في مدينتنا ..
اسماءُ غيرُ مسمّياتْ ..
كاسرٌ سمّوهُ ان ولدت سماء ،
تراه في وجعِ الوقيعة مقعداً ، متكسّراً ،
وترى سماءَ بلا ضياءْ .. !! ،
كوزارةِ الحربِ في بلد النزال ،
سكانها التطبيعْ ، وجيوشها صوتُ الاذاعة في الطوارئْ ،
تجوبُ اطراف المدينة ، والوسطْ ،
سلّم لجندِ الاحتلال ..
مدينتنا كلابُ بلا ذيولْ ،
تعيشُ معنا بالحلال .. !! ،

{ 3 }

في مدينتنا ،
تفرضُ الأنصاف كلّاً في الرذيلةْ ،
وجدتَ " كُلاًّ " ما العمل ؟
اكسره نصفاً واستمع لنصيحةِ التأهيل ،
مدينتنا تؤهّل نفسها لنفيسها في الاستقامةْ ،
نفيسها " سقطُ المكارم " لا تخاطرُ عاهةً بكمالها ،
اودي الكمالَ لقاع بئر ينفسخ نصفينْ ،
دثّر نصائف كسره سؤر الافاعي في الشفق ،
اقعده تاجاً في المقام المخمليّ ،
يستوي سمّاً يخاطبُ كلّ خبلٍ عن جنونهْ ،
لا حرج في خطبِ السويّ الى الكسيح ،
وسويّنا نصفينْ .. !! ،

في مدينتنا ،
لا تسمّن من أحدْ .. فيأكلكْ ،
جوعُ الحريم أشدُّ نهشاً للوجوه ،
فحريمها ان ابصرتْ طهراً يلوحُ بافقها ..
تأففّتْ .. !! ،
واستفرغت ، واستعطرتْ ، واستحمرتْ ،
لم تحتمر حجلاً اياك ادراك الخطأ ،
استصبغتْ حرباءَ ساعية الفجور الى جهنّم ،
ايّاك حمراءُ الدّمنْ ،
صبيةٌ حسناء .. في منبتِ الخير الطريفِ ولا أسفْ .. !! ،
مدينتنا تنفي الرجولة والحياءَ الى منافي العاشقينْ ،
فرجالها ان ابصروا بعض الرجولة في عمائم صنعهم ،
استكثروها في النقشّفْ ..
استخيلوا ذاك الصنيع ،
في الحسم وأدوها شراعاً يحمل الأعلامَ في غزلِ الجميلِ ..
الى القبيحْ ..
في مدينتنا ..
ترى العجائب في صنيعكْ ،
ولا تراها في صنيعِ المفسدينْ .. !! ،

مدينتنا ..
سهامُ بوصلةٍ أضاعت نفسها في سعيها نحو البطيئِ الى الحثيث ،
ركّابها سفنُ الحجيجِ الى الضياعْ ،
ونجاتها في القاربينِ ان استطعت لحاقهم ..
بنيّ لا تعجز ،
على الأرضُ قافلةُ الهدى ،
وقوافلٍ للشرّ ،
أختارُ قافلة الهدى ،
وضلال نفسي ان أضلت ..
يشتاقها الصبرُ الجميلْ .. ،
في مدينتنا أضعافُ خير لا نراها ..
ان بقينا في العراءِ مشرّدينْ ..
لا تسترّقَ النفسَ ان اضحت كسيرة ذنبها ،
ارفق بها ،
لتنالها الرحماتُ من ربّ المدائن ،
وأذّن في المدائنِ حاشرينْ .. ،
اللهُ يا دمع المدينة .. ،
حين تسقط في مقامك لا تخفْ ،
العينُ ملأى بالمقلْ ،
والأرضُ مأوى المشرفينِ على الهلاك ،
ومثوى النازلين الى السماء ،
ومقدارُ المماتِ الى الحياةْ ،
مدينتنا ..
تهدي الجماجم للصوامعْ في البذخ ،
فيستحيلُ مفازةً عظمى ،
يمحو مفارقةَ المدينةْ ،
يقيمُ صرحاً في نفوسِ الراجعينَ الى خضمِّ نفوسهم ،
ولا يزول .. !! ،
مدينتنا استحالت عولمةْ ،
مدينتنا لمن رأى سوء المدينةِ في صيامِ المفطرينْ ،
امسك صيامك في قلوبُ مدينتي ،
فمدينتي رحالةٌ في كلّ صوبٍ للحُلولِ ،
ولا تزولُ .. ولا تزولَ ، ولا نزولْ .. !! ،





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

https://www.facebook.com/Mr.Sahem

https://www.facebook.com/Mr.Sahem
صفحة سهميات على الفيس بوك

حرب الافكار

حرب الافكار